التسامح

مقدمة في التسامح

التسامح بأبسط اشكاله يعني العفو عند المقدرة وعدم مقابلة الإساءة باساءة مثلها.

مع ضرورة تقبّل الاخر المختلف سواء بالعرق،الدين، الطائفة، اضافة الى تقبل الرأي الآخر مهما اختلف عن آرائنا، وتعتبر مثل هذه الأمور مدخلا مهما الى مفهوم التسامح الاشمل والاعمق.

وكان “باول لودكويك” اول من دعا الى سياسة التسامح وكتب عن هذا المفهوم، ثم صدرت الكثير من الدراسات والدعوات الى التسامح خاصّةً في بريطانيا خلال القرن السابع عشر إبّان وبعد الحروب الاهلية التي حدثت أنداك، ومن الكتب التي أُلّفت في تلك الفترة كتاب “رسالة في التسامح ” و “رسالتين في الحكم” لمؤلفهما “جون لوك” وقد وضع فيهما نظرية مفصلة بما يخص التسامح وقد اشتملت وكأحد المبادئ على ضرورة الفصل بين الكنيسة والدولة، والتي ساهمت بتأسيس الديمقراطية الدستورية فيما بعد.

 وظهر نتيجة لهذه الدراسات قانون التسامح البريطاني عام 1689 والذي أدى الى بداية الاستقرار في بريطانيا.

وإذا نظرنا الى المفهوم من زاوية أشمل نجد أنَّ للتسامح عدة أنواع :

التسامح الديني

حيث يدعو للتعايش بين الأديان وحرية ممارسة الشعائر لكافة الأديان والطوائف، يستطيع الفرد من خلال هذا التعايش ممارسة طقوسه الدينية الخاصة دون خوف.

التسامح الفكري والثقافي

وتشمل ضرورة احترام الرأي الآخر حتى ولو كان هذه الرأي مخالفًا لآرائنا.

التسامح العرقي

ويأتي من خلال احترام الناس جميعا بغض النظر عن العرق واللون …

التسامح السياسي والاجتماعي

التأكيد على احترام الآراء السياسية المخالفة للأشخاص والدولة وضرورة ان يقول الشخص رأيه بكل حرية، وهذا يُفضي الى حرية التعبير ومبدأ الديمقراطية.

وقد أقرَّت الأمم المتحدة عام 1993 بناء على مبادرة المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو يوما للتسامح ويصادف في 16 تشرين الثاني من كل عام، وذلك للتأكيد على نشر قيم التسامح بين الأمم والحضارات المختلفة، ، وقد نصّ “إعلان مبادئ التسامح الأممي” الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1996 على أنّ التسامح يعني : (الاعتراف بحقوق الآخرين، والاحترام والتقدير للتنوّع والتعدّد والاختلاف، باعتباره ثراء يُميّز ثقافات وحضارات العالم المختلفة، إضافة إلى توسيع مساحات وفضاءات الانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى