التسامح

  • اجتماع أخوة السهل والجبل بداية لحل الخلافات

    أخوة السهل والجبل

    أسمى وجوه “التسامح من أجل سوريا” ، حيث التقى الأخوة في جبل العرب (السويداء) وسهل حوران (درعا)، يوم أمس مؤكدين على العلاقات التاريخية بين المحافظتين، وأهمية الحفاظ على السلم الأهلي، ومنع أي طرف من إحداث شرخ أو فتنة بين الجيران.

     جمع اللقاء لجان أهلية متمثلة بالشخصيات الفاعلة في كلا المحافظتين، بعد ما نزغ الشيطان فيما بينهم، وجرت حوادث قتل وخطف. أما الآن فأولى أعمال هذه اللجان هو التسامح والتصالح واستبعاد النقاط العسكرية بعد الاتفاق فيما بينهم. وترسيخ العلاقات بين المحافظتين في سبيل إعادتها كما كانت دائماً.

    اقرأ أيضا: اصدار بيان مشترك بين وجهاء درعا والسويداء

  • لامستقبل قابل للحياة بأمن وسلام دون التسامح

    لقد كان التسامح وما يزال صفة أصيلة في الدين الاسلامي فقد حضّت الكثير من الايات والاحاديث على التسامح والرحمة والعفو عند المقدرة وغيرها فالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تم تعذيبه، وتهجيره من بيته ومدينته، ووقد قتل اهل مكة من اهله واصحابه الكثير،

    وعندما فتح مدينته مكه وكان حينها قادر على ان ينتقم شر انتقام من اهل مكه الذين فعلوا ما فعلوا به وباصحابه ، لكن العفو عند المقدره والتسامح حل محل الانتقام والثار فقال لاهل مكه ( ما تظنون اني فاعل بكم قالوا: خيرا اخ كريم وابن اخ كريم ) فقال: من جملة ما قاله (اذهبوا فانتم الطلقاء ).


    لقد ادرك الرسول العظيم ان بناء الدوله يحتاج الى التسامح ، وان التسامح هو الاساس لبناء المستقبل، هذا الخلق العظيم للرسول الكريم اكده الخالق عز وجل عندما قال : في كتابه الكريم
    (وانك لعلى خلق عظيم ) القلم 4.
    سامح رسولنا العظيم فكانت الدولة الاسلامية القوية التي نشرت الحب والسلام والتسامح لكل انحاء العالم.

  • مقدمة في التسامح

    التسامح بأبسط اشكاله يعني العفو عند المقدرة وعدم مقابلة الإساءة باساءة مثلها.

    مع ضرورة تقبّل الاخر المختلف سواء بالعرق،الدين، الطائفة، اضافة الى تقبل الرأي الآخر مهما اختلف عن آرائنا، وتعتبر مثل هذه الأمور مدخلا مهما الى مفهوم التسامح الاشمل والاعمق.

    وكان “باول لودكويك” اول من دعا الى سياسة التسامح وكتب عن هذا المفهوم، ثم صدرت الكثير من الدراسات والدعوات الى التسامح خاصّةً في بريطانيا خلال القرن السابع عشر إبّان وبعد الحروب الاهلية التي حدثت أنداك، ومن الكتب التي أُلّفت في تلك الفترة كتاب “رسالة في التسامح ” و “رسالتين في الحكم” لمؤلفهما “جون لوك” وقد وضع فيهما نظرية مفصلة بما يخص التسامح وقد اشتملت وكأحد المبادئ على ضرورة الفصل بين الكنيسة والدولة، والتي ساهمت بتأسيس الديمقراطية الدستورية فيما بعد.

     وظهر نتيجة لهذه الدراسات قانون التسامح البريطاني عام 1689 والذي أدى الى بداية الاستقرار في بريطانيا.

    وإذا نظرنا الى المفهوم من زاوية أشمل نجد أنَّ للتسامح عدة أنواع :

    التسامح الديني

    حيث يدعو للتعايش بين الأديان وحرية ممارسة الشعائر لكافة الأديان والطوائف، يستطيع الفرد من خلال هذا التعايش ممارسة طقوسه الدينية الخاصة دون خوف.

    التسامح الفكري والثقافي

    وتشمل ضرورة احترام الرأي الآخر حتى ولو كان هذه الرأي مخالفًا لآرائنا.

    التسامح العرقي

    ويأتي من خلال احترام الناس جميعا بغض النظر عن العرق واللون …

    التسامح السياسي والاجتماعي

    التأكيد على احترام الآراء السياسية المخالفة للأشخاص والدولة وضرورة ان يقول الشخص رأيه بكل حرية، وهذا يُفضي الى حرية التعبير ومبدأ الديمقراطية.

    وقد أقرَّت الأمم المتحدة عام 1993 بناء على مبادرة المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو يوما للتسامح ويصادف في 16 تشرين الثاني من كل عام، وذلك للتأكيد على نشر قيم التسامح بين الأمم والحضارات المختلفة، ، وقد نصّ “إعلان مبادئ التسامح الأممي” الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1996 على أنّ التسامح يعني : (الاعتراف بحقوق الآخرين، والاحترام والتقدير للتنوّع والتعدّد والاختلاف، باعتباره ثراء يُميّز ثقافات وحضارات العالم المختلفة، إضافة إلى توسيع مساحات وفضاءات الانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد).

  • الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

    أُعتمد الاعلان العالمي لحقوق الانسان ونشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 217 ألف (د-3) بتاريخ 10 كانون الأول ديسمبر 1948 

    المواد

    المادة 1

    يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق.

    المادة 2

    لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أي نوع، ولا سيما التمييز بسبب العِرق، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي سياسيا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أي وضع آخر.
    وفضلا عن ذلك لا يجوز التمييز علي أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص، سواء أكان مستقلا أو موضوعا تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أم خاضعا لأي قيد آخر علي سيادته.

    المادة 3

    لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفى الأمان على نفسه.

    المادة 4

    لا يجوز استرقاق أحد أو استعباده، ويحظر الرق والاتجار بالرقيق بجميع صورهما.

    المادة 5

    لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة.

    المادة 6

    لكل إنسان، في كل مكان، الحق بأن يعترف له بالشخصية القانونية.

    المادة 7

    الناس جميعا سواء أمام القانون،

    المادة 8

    لكل شخص حق اللجوء إلى المحاكم الوطنية المختصة لإنصافه الفعلي من أية أعمال تنتهك الحقوق الأساسية التي يمنحها إياه الدستور أو القانون.

    المادة 9

    لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا.

    المادة 10

    لكل إنسان، على قدم المساواة التامة مع الآخرين، الحق في أن تنظر قضيته محكمة مستقلة ومحايدة، نظرا منصفا وعلنيا، للفصل في حقوقه والتزاماته وفى أية تهمة جزائية توجه إليه.

    المادة 11

    1. كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى أن يثبت ارتكابه لها قانونا في محاكمة علنية تكون قد وفرت له فيها جميع الضمانات اللازمة للدفاع عن نفسه.
    2. لا يدان أي شخص بجريمة بسبب أي عمل أو امتناع عن عمل لم يكن في حينه يشكل جرما بمقتضى القانون الوطني أو الدولي، كما لا توقع عليه أية عقوبة أشد من تلك التي كانت سارية في الوقت الذي ارتكب فيه الفعل الجرمي.

    المادة 12

    لا يجوز التدخّل التعسفي في حياة شخص ما الخاصة أو في شؤون أسرته أو مسكنه أو مراسلاته، ولا لحملات تمس شرفه وسمعته. ولكل شخص حق في أن يحميه القانون من مثل ذلك التدخل أو تلك الحملات.

    المادة 13

    1. لكل فرد الحق في حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود الدولة.
    2. لكل فرد الحق في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، وله الحق بالعودة إلى بلده متى شاء.

    المادة 14

    1. لكل فرد حق التماس ملجأ في بلدان أخرى خلاصا من الاضطهاد.
    2. لا يمكن التذرع بهذا الحق إذا كانت هناك ملاحقة ناشئة بالفعل عن جريمة غير سياسية أو عن أعمال تناقض مقاصد الأمم المتحدة ومبادئها.

    المادة 15

    1. لكل فرد حق التمتع بجنسية ما.
    2. لا يجوز، تعسفا، حرمان أي شخص من جنسيته ولا من حقه في تغيير جنسيته.

    المادة 16

    1. للرجل والمرأة، متى أدركا سن البلوغ، حق الزواج وتأسيس أسرة، دون أي قيد بسبب العرق أو الجنسية أو الدين. وهما متساويان في الحقوق.
    2. لا يعقد الزواج إلا برضا الطرفين المزمع زواجهما وبدون اكراه.
    3. الأسرة هي الخلية الطبيعية والأساسية في المجتمع، ولها الحق بحماية المجتمع والدولة لها.

    المادة 17

    1. لكل فرد حق في التملك، بمفرده أو بالاشتراك مع غيره.
    2. لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفا.

    المادة 18

    لكل شخص حق في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل هذا الحق حريته في تغيير دينه أو معتقده، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم، بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حده.

    المادة 19

    لكل شخص الحق بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفى التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود.

    المادة 20

    1. لكل شخص حق في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية.
    2. لا يجوز إرغام أحد على الانتماء إلى جمعية ما.

    المادة 21

    1. لكل شخص حق المشاركة في إدارة الشئون العامة لبلده، إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارهم بحرية.
    2. لكل شخص -بالتساوي مع الآخرين- الحق بالوظائف العامة في بلده.
    3. إرادة الشعب هي مناط سلطة الحكم، ويجب أن تتجلى هذه الإرادة من خلال انتخابات نزيهة تجرى دوريا بالاقتراع العام وعلى قدم المساواة بين الناخبين وبالتصويت السري أو بإجراء مكافئ من حيث ضمان حرية التصويت.

    المادة 22

    لكل شخص، بوصفه عضوا في المجتمع، حق في الضمان الاجتماعي، ومن حقه أن توفر له، من خلال المجهود القومي والتعاون الدولي، وبما يتفق مع هيكل كل دولة ومواردها، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي لا غنى عنها لكرامته ولتنامي شخصيته في حرية.

    المادة 23

    1. لكل شخص حق العمل، وفى حرية اختيار عمله، وفى شروط عمل عادلة ومرضية، وفى الحماية من البطالة.
    2. لجميع الأفراد، دون أي تمييز، الحق في أجر متساو على العمل المتساوي.
    3. لكل فرد يعمل حق في مكافأة عادلة ومرضية تكفل له ولأسرته عيشة لائقة بالكرامة البشرية، وتستكمل عند الاقتضاء، بوسائل أخرى للحماية الاجتماعية.
    4. لكل شخص حق إنشاء النقابات مع آخرين والانضمام إليها من أجل حماية مصالحه.

    المادة 24

    لكل شخص حق في الراحة وأوقات الفراغ، وخصوصا في تحديد معقول لساعات العمل وفى إجازات دورية مأجورة.

    المادة 25

    1. لكل شخص حق في مستوى معيشة يكفى لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصة على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، وله الحق في تأمين نفسه وعائلته في حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترمل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته والتي تفقده أسباب عيشه.
    2. للأمومة والطفولة الحق في رعاية ومساعدة خاصتين. ولجميع الأطفال حق التمتع بذات الحماية الاجتماعية سواء ولدوا في إطار الزواج أو خارج هذا الإطار.

    المادة 26

    1. لكل شخص الحق في التعليم. ويجب أن يوفَّر التعليم مجانا، على الأقل في مرحلتيه الابتدائية والأساسية. ويكون التعليم الابتدائي إلزاميا. ويكون التعليم الفني والمهني متاحا للعموم. ويكون التعليم العالي متاحا للجميع تبعا لكفاءتهم.
    2. يجب أن يستهدف التعليم التنمية الكاملة لشخصية الإنسان وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. كما يجب أن يعزز التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الأمم وجميع الفئات العرقية أو الدينية، وأن يؤيد الأنشطة التي تضطلع بها الأمم المتحدة لحفظ السلام.
    3. للآباء، على سبيل الأولوية، حق اختيار نوع التعليم الذي يعطى لأولادهم.

    المادة 27 

    1. لكل شخص حق المشاركة الحرة في حياة المجتمع الثقافية، وفى الاستمتاع بالفنون، والإسهام في التقدم العلمي وفى الفوائد التي تنجم عنه.
    2. لكل شخص حق في حماية المصالح المعنوية والمادية المترتبة على أي إنتاج علمي أو أدبي أو فني من صنعه.

    المادة 28

    لكل فرد حق التمتع بنظام اجتماعي ودولي يمكن أن تتحقق في ظله الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الإعلان تحققا تاما.

    المادة 29

    1. على كل فرد واجبات إزاء الجماعة.
    2. لا يخضع أي فرد، في ممارسة حقوقه وحريته، إلا للقيود التي يقررها القانون، مع ضمان الاعتراف الواجب بحقوق وحريات الآخرين واحترامها.
    3. لا يجوز في أي حال أن تمارس هذه الحقوق على نحو يناقض مقاصد الأمم المتحدة ومبادئها.

    المادة 30

    ليس في هذا الإعلان أي نص يجوز تأويله على اعطاء تخويل لأية دولة أو جماعة، أو أي فرد، أي حق في القيام بأي نشاط أو بأي فعل يهدف إلى هدم أي من الحقوق والحريات المنصوص عليها فيه.
    _______________________

  • نشوء مفهوم التسامح وعلاقته بالصراعات الدينية

    نشأ مفهوم التسامح بعد الصراعات الدينية في أوروبا بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، وبعد ان أنهكت هذه الحروب الناس، فظهر مجموعة من المفكرين والفلاسفة مثل سبينوزا وديكارت وكانْت.

    ومن أهم هؤلاء المفكرين جون لوك، الذي أرسى الأسُس الفلسفيّة لحقوق الإنسان، التي تجلّت في كتابه: رسالة في التسامح، A Letter Concerning Toleration،ونُشر عام 1689، باللغة اللاتينية، وتُرجم على الفور إلى لغات أخرى. ظهر عمل لوك وسط مخاوف بأن الكاثوليكية قد تسيطر على إنكلترة، ومقترحاً التسامح الديني كحل لمشكلة الدين والحكومة. هذه “الرسالة” موجهة إلى «سيد مبجل» مجهول: وكان في الواقع هو صديق لوك المقرب فليپ فان ليمبروخ، والذي نشرها لاحقًا بدون معرفة جون لوك.

    وظهر في القرن الثامن عشر فولتير وروسو والذين طرحوا مجموعة من الآراء حول التسامح، عملوا على نشر قيمه ومبادئه فدعوا الى التسامح السياسي والفكري وحرية التعبير.
    وقد تبلورت هذه الأفكار وتطورت في أواخر القرن التاسع عشر وشكلت هذه الأفكار الّلبنة الأساسية لإطلاق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهو وثيقة حقوق دولية تمثل الإعلان الذي تبنته الأمم المتحدة في العاشر من كانون الأول عام 1948.
    حيث يعتبر التسامح ركيزة أساسية من ركائز حقوق الانسان، والعلاقات الإنسانية الصحيحة والخالية من التعصب والانتهاكات والصراعات .

زر الذهاب إلى الأعلى