درعا

  • الميثاق الإعلامي في الجنوب السوري: خطوة شجاعة نحو التهدئة والاستقرار

    في حديث أدلى به لشبكة درعا 24، اعتبر الدكتور زيدون الزعبي أن “ميثاق شرف المنصات الإعلامية في الجنوب السوري”، الذي بادرت إلى إطلاقه منظمة بلدي بمشاركة عدد من المنصات الإعلامية في درعا والسويداء، يُمثل محطة فارقة في لحظة مفصلية يمرّ بها الخطاب العام في سوريا.

    وقال الدكتور الزعبي إن الميثاق يأتي في وقت تشهد فيه وسائل التواصل الاجتماعي تصاعدًا غير مسبوق في الخطاب التحريضي، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الخطاب “يستهدف المجتمع والدولة معًا”، وأن “الرد على التحريض بتحريض مضاد ليس دفاعًا، بل هو تكريس للتحريض ضد الذات”. وأكد أن حماية المجتمع تبدأ من التزام أخلاقي بعدم التحريض.

    وأضاف: “حين تختار المنصات الإعلامية في الجنوب السوري أن تلتزم بقواعد المهنة وأخلاقياتها، فإنها تخطو خطوة شجاعة في وجه التيار السائد الذي يدفع نحو الانقسام. وهذا فعل وطني بامتياز، في وقت قد يُتهم فيه من يرفض التحريض بأنه متخاذل، بينما في الحقيقة من يحرّض ضد مكون اجتماعي إنما يضر بنفسه ومجتمعه”.

    وأثنى الدكتور الزعبي على موقف المنصات التي وقّعت على الميثاق، واعتبر أن “هذا الالتزام هو شرط أساسي لبناء دولة مستقرة ومجتمع متماسك في مرحلة انتقالية معقدة لكنها تحمل الأمل”. ووجّه تحية لكل من تبنّى هذا التوجّه، داعيًا منصات أخرى للانضمام.

    كما أشار إلى أهمية ما وصفه بـ”الشجاعة في مراقبة الذات”، قائلًا: “لا أحد معصوم عن الوقوع في فخ الكراهية، سواء عن قصد أو بسبب ضغط اللحظة أو قلة الخبرة. لكن أن تضع المنصة معايير لنفسها، وتطلب من الناس محاسبتها إن أخطأت، فذلك تصرّف ناضج يعزز المهنية ويكرّس الاحترام المتبادل بين الإعلام والمجتمع”.

    وختم حديثه بدعوة مفتوحة إلى مواصلة هذا النهج، معتبرًا أن “مأسسة الميثاق، وتوسيعه، وتفعيله عبر أدوات رقابية عملية، يمكن أن يحمي النسيج الاجتماعي من التآكل، وأن يساهم في تهدئة حقيقية تدعم فرص السلم الأهلي”.

    لمشاهدة الشريط المصور لحديث الدكتور زيدون الزعبي تجدونه من هنا

  • السهل والجبل أقوى من كل الفتن

    ان العلاقة بين سهل وجبل حوران قديمة قدم التاريخ وما يجمع المحافظتين أكبر مما يفرقهما، وتلعب الجغرافيا التي تجمع كلاً من حوران السهل والجبل دوراً كبيراً في مواجهة الفتن والدسائس، التي حاولت بث الفرقة والشقاق والإطاحة بوحدة أهالي المحافظتين، فقد تقاسمت كلاً من درعا والسويداء تاريخ حوران مناصفة الأرض والانهار والقمح والغزاة واللغة على الرغم من اختلاف اللهجة، فالاغاني والاهازيج والعادات والتقاليد التراثية المشتركة والمتداخلة والتي تصل الى حد التطابق في كثير من الأحيان تجمع السهل والجبل.

     وتجمع الأهالي في المنطقتين علاقات اجتماعية واقتصادية متينة فقد كانت السويداء تستقطب اغلب المحاصيل الزراعية من درعا حيث كان يتم تسويق 90% من خضروات درعا في السويداء، وطالما كان العنب الجبلي هو العنب المحبب الى قلب اهل درعا.

    اقرأ أيضاً: خطاب الكراهية، لا صوت يعلو على الحقيقة

    إقرأ أيضًا: اجتماع أخوة السهل والجبل بداية لحل الخلافات

      وترتبط المحافظتين بروابط طبيعية مائية لا يمكن الفصل بينها فالهطولات الثلجية الغزيرة التي تهطل على معظم أجزاء الجبل تشكل مسيراً غزيراً للوديان من السفح الغربي للجبل باتجاه السهل الأقل ارتفاعا، وتتشارك المحافظتين في العديد من الاودية مثل وادي اللوا الذي يروي منطقة اللجاة، ووادي الزيدي الذي يجمع عددا كبيرا من أودية السفح الغربي للجبل وينقلها لسهول حوران.

     من هو صاحب المنسف أهالي السهل ام أهالي الجبل (ويعد المنسف احد اكثر الوجبات الشعبية المشهورة في حوران) وما هو الفرق بين المليحي والمليحية .

      ان الكثير من القصائد المحكية في المحافظتين لا يمكن معرفة أصلها الا إذا عرف قائلها فأغنية (ل اكتب ورق وارسلك واغنية حطي على النار يا جدة) هي من أغاني التراث الشعبي المشترك لحوران الكبرى بسهلها وجبلها.

    ومن حوران السهل والجبل انطلقت الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي، ومن بطولات أهالي السهل التي لا تنسى عندما وقف أهالي قرية المسيفرة الحورانية التي اعتبرها الفرنسيون خاضعة لهم الى جانب إخوانهم من ثوار الجبل رغم معرفتهم ثمن هذا الخيار، فمنطقة حوران كانت وما زالت رمزا  للتراث والأصالة وأهلها اهل الطيب والكرم  والبطولات والمواقف المشرفة.  

    تاريخ حوران بسهلها وجبلها دائماً ما كان حاضراً بقوة وهذا ما جعل منها نموذجاً رائعاً للانتماء الوطني، فالتقارب الشديد والتداخل الجغرافي والثقافي والاجتماعي في منطقة حوران كان عاملا مهما في تقليص أي تهديد قد يطال السلم الأهلي بينهم، وان كل الفتن والشدائد والاعتداءات التي جرت بين أبناء المحافظتين زادت من وحدتهم وعززت روابط انتمائهم للوطن والحرية.

    وربما ساهمت تلك الازمات بتمتين أواصر الود فيما بينهم، وذلك بفضل وعي أهلها وقدرتهم على احتواء المواقف، فكانوا وما زالوا الدرع الحامي لعمق هذه العلاقة.

      لقد اتسمت العلاقة بين أهالي حوران سهلا وجبلا باستقرار العلاقات وهيمنة السلم الأهلي على المنطقة، اذ لا يزال حسن الجوار هو الغالب على العلاقة فيما بينهم مستنداً بذلك الى جملة من الاخلاقيات والأعراف التي نجحت في ضبط التدخلات الكثيرة الهادفة الى تأجيج هذه العلاقة واثارة الفتنة.

    وقد اثبت أهالي المحافظتين على مر الزمان أنهم أكبر وأوعى من كل الفتن، والروابط المتداخلة بين المحافظتين هي الرهان الرابح، فما تتمتع به المنطقة من تآخي ومصير واحد وعلاقات مشتركة يستحيل على الزمن ان يفسدها.

  • خطاب الكراهية، لا صوت يعلو على الحقيقة

    يعرف خطاب الكراهية بأنه أي تعبير عن الكراهية التمييزية تجاه الأشخاص على أساس جانب معيّن من هويتهم.

    “الكراهية التمييزية”: شعور قوي وغير عقلاني بالعداوة تجاه شخص أو مجموعة من الناس بسبب هويتهم، على أساس ميزة خاصة معترف بها في القانون الدولي لحقوق الإنسان.

    يتناول هذا المقال حالة خاصة من الحالات السورية التي انتشر فيها خطاب الكراهية بعد قيام أحداث الثورة السورية مطلع عام 2011 م، ألا وهو خطاب الكراهية الذي انتشر بين المحافظتين الجارتين في الجنوب السوري وهما محافظتا ” درعا والسويداء ” حيث يتطرق هذا المقال لتحليل خطاب الكراهية بين محافظتي درعا والسويداء من النواحي ” السياسية والاجتماعية والاقتصادية “.

    سياسيا

    فمن الناحية السياسية بدأت بوادر خطاب الكراهية بين المحافظتين الجارتين تطفو على السطح مع بداية الاحتجاجات في درعا مطلع عام 2011 م. ومع مرور الوقت ازدادت الفجوة السياسية بين المحافظتين الجارتين (درعا والسويداء) ولعل أهم العوامل التي ساعدت على ازدياد الفجوة السياسية مؤخراً بين المحافظتين:

    • الموقف السياسي المختلف تجاه الثورة السورية التي انطلقت شرارتها منتصف آذار عام 2011 م،

    فكلا المحافظتين تقعان (بالمجمل)على ضفتين مختلفتين من الثورة السورية وهذا ما تسبب في ازدياد الفجوة السياسية بين المحافظتين وبالتالي ساهم في تعزيز خطاب الكراهية بين المحافظتين.

    • الإعلام السياسي التابع للحكومة السورية الذي عمل تعميق الهوة بين الجارتين (درعا والسويداء) وذلك بهدف شق الصف وكسب محافظة السويداء إلى جانب الحكومة السورية أو على الأقل تحييدها في مسألة النزاع مع المعارضة السورية التي تعتبر محافظة درعا منبعاً لها.

    • الولاءات المختلفة لكلا المحافظتين بعد سيطرة القوات الحكومية على محافظة درعا منتصف عام2018 م، ففي حين استمالت روسيا العديد من المناطق في محافظة درعا وضمت لها العديد من الفصائل العسكرية التي كانت تتبع للمعارضة السورية قبل عام 2018، فشلت في استمالة نظيرتها السويداء والفصائل العسكرية المشكلة فيها بحجة الدفاع عن أرض المحافظة من أي عدوان.

    ونتيجة للولاءات المختلفة لأبناء المحافظتين تعمقت الخلافات وارتفع مستوى خطاب الكراهية بين المحافظتين خلال الفترة الماضية.

    • تعدد اللاعبين الدوليين على أرض الجنوب السوري مثل (روسيا – إيران – حزب الله) . فجميع هذه الفرق تسعى لفرض سيطرتها على أرض الجنوب السوري وتحقيق مصالحها من خلال تجنيد بعض الفصائل للعمل لخدمة مصالحها في المنطقة الجنوبية.

    فكل فريق من الفرق السابقة وجد ضالته ببعض الأحزاب والفصائل في الجنوب السوري وهذا ما ساعد على إذكاء خطاب الكراهية بين أبناء محافظتي درعا والسويداء.

    اجتماعيا

    ومع بدء الثورة السورية عام 2011م حرصت بعض الأطراف على دفع محافظتي درعا والسويداء إلى حافة التوتر والصدام، ومع مرور الوقت وخلال الثورة السورية بدأت العلاقات الاجتماعية بالتدهور شيئاً فشيئاً بين المحافظتين وبدأ خطاب الكراهية يطفو على السطح بين أبناء المحافظتين.

    ولعل من أهم العوامل التي عززت خطاب الكراهية بين الجارتين خلال سنوات الحرب تتلخص بالنقاط التالية:

    • الاختلاف الطائفي والمذهبي بين أبناء المحافظتين، فقد وجد الكثير من الذين يرغبون بإثارة الفتنة بين المحافظتين في هذا الاختلاف ضالتهم للعبث بالنسيج الاجتماعي للمحافظتين وإذكاء روح التفرقة بين أبناء المحافظتين.

    • انتشار ظاهرتي الخطف والخطف المضاد بين أبناء المحافظتين. فقد وجدت بعض المجموعات المسلحة – في كلا المحافظتين على حد سواء – في قيام الثورة السورية بيئة مناسبة لممارسة أعمال الخطف والسلب والنهب بغية الحصول على الأموال وتعزيز قوتها على الأرض.

    • غياب دور الوجهاء ورجال الدين في عموم المحافظتين على الرغم من الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه هذه الفئة من المجتمع في الحد من خطاب الكراهية بين أبناء المحافظتين. فخلال سنوات الثورة السورية نأى الوجهاء وقادة العشائر ورجال الدين في المحافظتين بأنفسهم عن الأوضاع الاجتماعية التي بدأت تتفاقم شيئاً فشيئاً بين أبناء المحافظتين.

    اقتصاديا

    أما من الناحية الاقتصادية فقد اتسمت العلاقات الاقتصادية بين محافظتي درعا والسويداء بالطابع الجيد على مدى السنوات الفائتة التي سبقت قيام الثورة السورية عام 2011 م وذلك بحكم التداخل الجغرافي بين المحافظتين حيث شهدت المحافظتان لفترات طويلة تبادلاً تجارياً واسعاً شمل معظم المحاصيل الزراعية.

    ومع انطلاقة الثورة السورية استمرت هذه العلاقات التجارية بين المحافظتين لبعض الوقت، فمع بداية الاحتجاجات في درعا والحصار المطبق على المحافظة اعتمد الأهالي في درعا على إخوانهم في محافظة السويداء لإمدادهم ببعض الاحتياجات الأساسية بحكم العلاقات الاجتماعية والتجارية والتداخل الجغرافي بين أراضي المحافظتين ،لكن مع مرور الوقت بدأت العلاقات الاقتصادية بين المحافظتين بالتراجع شيئاً فشيئاً وبدأ يطفو على السطح بوادر لخطاب الكراهية بين أبناء المحافظتين

    ولعل من أهم الأسباب التي عززت خطاب الكراهية بين محافظتي درعا والسويداء ن يمك أن تتلخص في النقاط الآتية :

    • انتشار القوات الحكومية السورية وفصائل المعارضة على الحدود الإدارية للمحافظتين مما تسبب في شلل حركة التجارة والتبادل الاقتصادي بين المحافظتين فأبناء محافظة درعا كانوا يتخوفون من الاعتقالات العشوائية التي تمارسها القوات الحكومية السورية.

    بينما كان الهاجس الأكبر لدى أبناء السويداء هو انتشار بعض المجموعات المتطرفة على أراضي محافظة درعا وبالتالي التخوف من ممارسة أي نشاط تجاري مع محافظة درعا مما ساهم في تراجع العلاقات التجارية بين المحافظتين وتراشق الاتهامات بين أبناء المحافظتين حول الأسباب التي أدت إلى شلل الحركة التجارية بين المحافظتان وبالتالي سيطرة خطاب الكراهية على العلاقات الاقتصادية بين المحافظتين.

    • انتشار ظاهرة الخطف والخطف المضاد بين أبناء المحافظتين من قبل بعض العصابات التي كان همها طلب الفدية المالية وغالباً ما تكون قيمتها كبيرة جداً ، مما أدى إلى عزوف الكثير من التجار من أبناء المحافظتين عن التبادل التجاري مع أبناء المحافظة الأخرى وتوجيه النشاطات التجارية باتجاه أسواق أخرى ربما تكون أكثر تكلفة ولكنها أكثر أماناً .

    • تراجع دور القطاعات الانتاجية في الجنوب السوري بشكل عام وذلك بسبب الحرب الطاحنة التي استمرات لسنوات والدمار الكبير الذي لحق بالكثير من المنشآت الاقتصادية، ناهيك عن عزوف الكثير من الشباب عن متابعة أعمالهم الاقتصادية والتحاقهم بالمجموعات العسكرية المختلفة أو الهجرة خارج البلاد بسبب الوضع الاقتصادي المتهالك.

    أخيرا نرى أن هناك العديد من الأيادي التي نجحت في عملية إذكاء الصراع بين محافظتي درعا والسويداء معتمدة بذلك على الأسباب الآنفة الذكر، لذلك كان لزاماً علينا كأبناء الجنوب السوري عامة وكإعلاميين بشكل خاص أن نعمل على فضح خطاب الكراهية الذي يحاك بين الجارتين (درعا والسويداء) وأن نعمل على تعريته ، لا بل من الواجب علينا العمل على توحيد الجهود بين محافظتي درعا والسويداء في سبيل بناء جيل واع يعمل على نبذ خطاب العنف والكراهية على كافة المستويات .

    https://toleranceforsyria.org/?p=1794

  • المرأة في درعا بين آثار الحرب والحالة المعيشية القاسية

    غيبتْ سنوات الحرب في محافظة درعا الكثير من الرجال، إمّا موتاً أو اعتقالاً أو هجرةً …. ، كلّ ذلك انعكس على المرأة بشكل خاصّ، حيث أخذت كثيرٌ من النساء الدور الكامل لإعالة الأسرة مادياً، وتربية الأبناء، في ظل غياب الدعم من المنظمات والمجتمع المدني ومن الحكومة لهذه الأسر.

    أوضاع المرأة في ظل غياب الزوج

    «حنان» امرأة تعيش مع أطفالها الثلاثة في منزلٍ، خلّفه لها زوجها بعد مقتله جرّاء قصف طيران روسي لمنطقتهم، هي مضطرة للعمل في الزراعة، ضمن ورشات تبدأ بجني محصول البندورة وأنواع الخضروات، ولا تنتهي بالعمل في قطاف الزيتون، تؤمن من خلال ذلك مبلغاً بسيطاً بشكل غير منتظمٍ، يسدّ شيئاً من احتياجات أطفالها.

    تُضيف؛ العمل مُتعب جداً، ووقته طويل، ومع حرارة الشمس العالية يكون أكثر صعوبة، سابقاً كانت هناك جمعيات تُقدم المساعدة لي ولأطفالي، ولكن منذ العام 2018 انتهى كل ذلك، كنت أعمل حينها هنا وهناك، ولكن لم أكن أعمل لساعات طويلة، أما الآن فمع هذا الغلاء عليّ أن أعمل كثيراً لأحصل على أجر زهيد.

    أمثال «حنان» كثيرات في درعا، منهنَ «نور» التي غادر زوجها درعا منذ فترة قصيرة خوفاً من الاعتقال، عبر طرق تهريب خطرة باتجاه شمال سوريا، ومنها إلى تركيا، ولكنه حتى اللحظة لا يستطيع تأمين دخل لأسرته، وهي لا تُجيد مهنة إلا عملها في المنزل، ورعاية أطفالها، وتعتمد في معيشتها حالياً على حوالات مالية بسيطة يرسلها أخوها الذي يعيش خارج سوريا.

    الاوضاع المعيشية القاسية

    درعا 24 من خلال رصدها للواقع المعيشي المُعقد في درعا، فقد تبيّن بأنّه في ظل الظروف الراهنة الحصول على الحدّ الأدنى من الدخل للعائلة، هو أمر في غاية الصعوبة، حيث الأسعار حطمتْ كل الحواجز، حتى أصحاب الدخل المتوسط، تراجعت معيشتهم، وأصبحوا لا يتمكنون من تأمين حاجات عائلاتهم، والحال بالنسبة للعائلات التي بدون معيل أشد سوءاً.

    في ذات السياق؛ فإنه مع تطبيق اتفاقية التسوية والمصالحة في منتصف العام 2018، انسحبت جميع جمعيات ومنظمات المجتمع المدني من درعا، وخضع العاملون فيها من أبناء المحافظة للتسوية، ولم يعد هناك أي مساعدة منها للأسر التي تحتاج لذلك، وتوقفت حتى كفالات الأيتام.

    غياب منظمات المجتمع المدني

    ذهبت مع مغادرة المنظمات العمل في درعا مئات فرص العمل سواء للشباب أو للنساء، حيث كانت هناك فرص في قطاعات متعددة، كالتعليم والصحة والخياطة، والعديد من المهن الأخرى التي تناسب المرأة، والتي لم تعد موجودة الآن.

    مليون امرأة فقدْنَ أزواجهن

    يُشار إلى أنّ هناك تقرير للأمم المتحدة صدر منذ عام 2018، يوضح بأنّ عدد النساء الّلواتي فقدْن أزواجهن في سوريا بلغ أكثر من مليون، بين قتيل ومفقود، وقد أكد التقرير أنّ نسبة النساء المعيلات لأسرهن تخطت 11%، حيث دخلت النساء مجالات كثيرة في سوق العمل في سوريا.

    المصدر: درعا 24

    الرابط المختصر: https://toleranceforsyria.org/?p=1498

  • اجتماع أخوة السهل والجبل بداية لحل الخلافات

    أخوة السهل والجبل

    أسمى وجوه “التسامح من أجل سوريا” ، حيث التقى الأخوة في جبل العرب (السويداء) وسهل حوران (درعا)، يوم أمس مؤكدين على العلاقات التاريخية بين المحافظتين، وأهمية الحفاظ على السلم الأهلي، ومنع أي طرف من إحداث شرخ أو فتنة بين الجيران.

     جمع اللقاء لجان أهلية متمثلة بالشخصيات الفاعلة في كلا المحافظتين، بعد ما نزغ الشيطان فيما بينهم، وجرت حوادث قتل وخطف. أما الآن فأولى أعمال هذه اللجان هو التسامح والتصالح واستبعاد النقاط العسكرية بعد الاتفاق فيما بينهم. وترسيخ العلاقات بين المحافظتين في سبيل إعادتها كما كانت دائماً.

    اقرأ أيضا: اصدار بيان مشترك بين وجهاء درعا والسويداء

  • الزي الشعبي للمرأة في حوران

    الزي الشعبي للمرأة في محافظة درعا جنوب سوريا

    لا يزال ﺍﻟﺰّﻱ ﺍﻟﺸّﻌﺒﻲ في درعا يحتلُّ مكانةً ﻛﺒﻴﺮةً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴّﺔ ﻷﻫﺎﻟﻲ ﺣﻮﺭﺍﻥ، مختلفاً ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ. ولكنّ القاسم المشترك بين ﺍﻷﺯﻳﺎﺀ ﺍﻟﺸّﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓّﺔ ﺃﻧﺤﺎﺀ حوران هو طابعها العملي ﻓﻬﻲ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍلإﺣﺘﺸﺎﻡ ﻭﻋﺮﻳﻀﺔ ﻭﻭﺍﺳﻌﺔ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﺜّﻮﺏ ﻣﻬﻴﺒﺎً ﻣﺮﻳﺤﺎً، فيساعد كذلك ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ.

    ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ الحورانيّة ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ هو ﻣﺮﺁﺓ ﺗﻌﻜﺲ ﺷﺨﺼﻴّﺘﻬﺎ ﻭﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍلإﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻭﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍلإﻗﺘﺼﺎﺩﻳّﺔ. ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰّﻱ ﺑﻤﻜﻮّﻧﺎﺗﻪ ﻭﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻷﺧﺮﻯ ﻟﻴﺤﻜﻲ ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻳّﺔ ﺍﻟﺘّﺮﺍﺛﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘّﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍلإﺟﺘﻤﺎﻋﻴّﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.

    وعن الزي الشعبي للباس المرأة السّوريّة في محافظة درعا “حوران”قالت أم عدنان إحدى النساء اللواتي يلبسن هذا الزّي في حديثها لـ”عيني عينك” إن “هناك زياً جميلاً وبسيطاً تلبسه المرأة المتقدّمة بالعمر وأبدأ بغطاء الرّأس “الملفع” المعروف بـ “الشّنبر” يوضع تحت العصابة وهو عبارة عن قطعة قماش حريريّة ذات لون أسود حصراً طولها يفوق ال 2 متر وعرضها هو 40 سم. تلفُّ المرأة رأسها بها، وأيضاً هناك يأتي أكثر من نوع يغطّى به الرّأس فوق الملفع أو الشّنبر.

    أما “العصابة” وهي أيضا قماش أسود مصنوع من الشّاش النّوع الممتاز، طولها ﻣﺘﺮﺍﻥ ﻭﻋﺮﺿﻬﺎ /70/ ﺳﻢ ﺗﻠﻒ ﺑﻌﺮﺽ /10/ ﺳﻢ ﺑﻌﺪ ﺧﻴﺎﻃﺘﻬﺎ، ثم تلفُّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮّﺃﺱ ﺛﻼﺙ ﻟﻔّﺎﺕ ﻭﺗﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ، وتخاط بطريقة جميلة تشدُّ بها الرّأس فوق الملفع وتكون طويلة تسدل إلى الخلف وأحياناً تكون بطول المرأة، وهناك نوع آخر يسمى “الحطّة”وهي مصنوعة من الحرير الموشى بخيوط من القصب والحطّة لها عدّة ألوان ليس الأسود فقط تلفُّ على الرّأس بأكثر من لفّة بطريقة هندسيّة رائعة وتكون من حيث الطّول أقصر من العصابة التي تحدّثنا عنها أولاً والحطّة تلبسها المرأة التي تكون أكثر ثراءاً”.

    الزي الشعبي للمرأة في حوران
    الزي الشعبي للمرأة في حوران

    وفي المناسبات أضافت أم عدنان «مما اعتادت المرأة الحورانيّة لبسه سابقاً عندما تكون عروساً هو ما يسمى بالـ”العرجة”أو الشكّة وهي عبارة عن سلاسل من الفضّة عرضها تقريبا 5 سم بشكل متصالب على رأسها فوق الملفع ومن الأمام على الجبين ومن الأذن إلى الأذن مرصوفة بليرات من الذهب وتتألّف من 40 ليرة من الذهب الخالص على الأقل. وتتميز من الخلف بخيوط من الحرير المرصّع بليرات من الفضّة كبيرة الحجم والسلاسل الفضيّة ترخى على ظهر المرأة بطول المتر تقريباً والشكّة لدى المرأة الحورانية تدل على مدى ثرائها».

    أما بالنسبة للباس البدن توضح أم عدنان: «هو عبارة عن ثوب فضفاض يغطّي جسم المرأة الحورانية حتى أخمص قدميها ويسمّى باللهجة الحورانيّة “الشرش” يفصّل ويخاط بطريقة بسيطة يزمُّ من عند الكتفين بزمِّتين أو أكثر وتخاط لتحت الكتفين من الأمام والخلف ومن الأمام فتحة من جِيد المرأة بطول 20 سم يخرج من هذه الفتحة قسم من الملفع لتغطية الصدر».

    وأشارت بالنسبة لنوع القماش هنا تتدخل الحالة المادية للمرأة بحسب اختيارها لنوع القماش والقماش المرغوب فالمخمل هو من الأقمشة المفضلة في الشتاء وأيضاً قماش الحرير أو الحَبَر وأيضاً أي نوع من أنواع الأقمشة الموجودة ويكون لون هذا الثوب سادة للون واحد حسب الرغبة والذوق للمرأة.

    اقرأ أيضًا: المرأة في درعا بين آثار الحرب والحالة المعيشية القاسية

    ويأتي لباس يلبس فوق هذا الثوب “الفرمليّة “أو «الدّامر» وهي عبارة عن جاكيت تفصّل بطول لخصر المرأة نوع قماشها من الجوخ الملوَّن والمطرَّز بخيوط من القصب وتلبس على الوجهين بلونين مختلفين فوق الثوب وتسدل العصابة أوالحطّة أو العرجة فوق الفرمليّة أما الملفع يكون تحت الثوب ومثل ماذكرنا لايظهر من الملفع سوى القسم الأمامي الذي يغطي الصدر هذا بالنسبة للّباس الشعبي العام.

    وهناك في فصل الشتاء تستعمل المرأة الحورانية لباس فوق الثوب منسوج من الصوف يسمى “المزويّة” بطول يصل إلى الركبتين، وسابقاً كانت المرأة تقوم بتزيين ثوبها بالتطريز اليدوي التي هي تطرزه حول الصدر والأكمام والأسفل بخيوط حريرية ملونة.

    ﺃﻣّﺎ الزي الشعبي للفتاة فتكلمت لنا عنه «عايدة الحسن» قائلة” ﻓﻬﻮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﻜﻠﻴّﺘﻪ ﻋﻦ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﻳﺘﻤﻴّﺰ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻹﺿﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ ﻟﺒﺎﺳﺎً ﺃﻧﺜﻮﻳﺎً ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ، فإن ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﻟﺒﺎﺱ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺸﻤﺎﺥ ﺍﻟﻤﺸﺮﺑﺶ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺑﺤﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻄﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﻗﺼﻬﺎ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﺒﺲ، ﻭﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﺸﻤﺎﺥ ﺷﺮﺍﺑﻴﺶ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﺎﺳﻞ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺴﻨﺎﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺛﻢ ﺗﻮﺿﻊ ﺣﺒﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺴﻨﺴﺎﻝ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﺳﻢ ” ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﺑﺶ” ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺸﻤﺎﺥ ﻭﺗﻠﻒ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﺸﻨﺒﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ”.

    وأضافت “ﺛﻢ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻗﻤﺎﺵ ﺍﻟﻤﺨﻤﻞ ﻭﻣﺘﻌﺪﺩ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺇﻣّﺎ ﺧﻤﺮﻱ ﺃﻭ ﻛﺤﻠﻲ ﺃﻭ ﺃﺳﻮﺩ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻛﺘّﺎﻥ ﺃﺳﻮﺩ ﻣﻄﺮّﺯ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺯﺍﻫﻴﺔ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺒﺎﻳﺎ ﺗﺴﺘﺒﺪﻝ ﺍﻟﺴﻠﻚ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺑﻤﺤﺮﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘّﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮ ﻭﺗﺮﺑﻂ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻨﻴّﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ”.

    ﻛﺎﻧﺖ العروس كذلك ترتدي أيضاً ﺛﻮﺑﺎً ﻃﻮﻳﻼً ﻣﻘﺼﺒﺎً ﻭﻣﺨﺼّﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺳﻂ، واعتادت كل ﻋﺮﻭﺱ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﺜﻮﺏ ﺯﻓﺎﻓﻬﺎ على إعداد ﻋﺪﺓ ﻓﺴﺎﺗﻴﻦ ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻭﺯﺍﻫﻴﺔ إذ بحسب ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ كانت ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ تقوم ﺑﺘﺒﺪﻳﻞ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻷﻳّﺎﻡ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘﺐ ﺍﻟﻔﺮﺡ.

    لجين مليحان – موقع عيني عينك

  • مبادرة شعبية لمواجهة فيروس كورونا في مدينة بصرى الشام

    ضمن الإجراءات والتدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا، أطلق أهالي بصرى الشام في الريف الشرقي من محافظة درعا، مبادرة لجمع تبرعات محلية، وقد تم جمع أكثر من 50 مليون ليرة سورية.

    فقد عقد مجموعة من وجهاء وفعاليات بصرى الشام يوم أمس اجتماعاً، بحضور الكادر الطبي في المشفى الوطني في المدينة، واختتموه ببيان مصوّر وضَّحوا فيه عزمهم على إطلاق مبادرة لجمع التبرعات، لتوفير المستلزمات الطبية والإسعافية الخاصة بهذا الوباء.

    وأوضح البيان بأنّ ذلك سيتم من خلال لجنة اتُّفق عليها لاستقبال التبرعات من الداخل، ومن المغتربين، وتنظيم جميع الآليات والضوابط التنظيمية لأجل ذلك.

    تبع ذلك بوقت قصير تبرعات بمبالغ كبيرة، من أهل الخير من أهالي بصرى الشام ومن محافظة درعا، من الداخل والخارج، وقد وصل المبلغ إلى 50 مليون ليرة، وقد جعلوا ذلك تحت مُسمى التكاتف و التعاضد في الأزمات خاصة مع نقص التجهيزات الطبية التي يعاني منها عموم البلد.

    يُشار إلى أنّ هذه الحملة تعتبر الأولى من نوعها في سوريا، لمواجهة وباء كورونا، الذي اجتاح سوريا منذ آذار الماضي، في ظل عجز من قبل الحكومة في سوريا عن مواجهة الوباء، وفي ظل اتهامات لوزارة الصحة بأنها تُخفي الأعداد الحقيقية للإصابات بالفيروس في سوريا، دون معرفة الأسباب وراء ذلك.

    المصدر: درعا 24

  • المرأة ومعاناتها في ظل التقلّبات السياسية وسنين الحرب

    دأبتْ المرأة السورية في محافظة درعا على الوقوف جنباً إلى جنب مع الرجل في كل مناحي الحياة، ومع بداية العام 2011 شاركتْ الرجل في الحراك السلمي، ومن ثمّ تطوّرتْ مشاركتها شيئاً فشيئاً، وتمحورتْ في العام 2014 إلى أن بدأت بتشكيل مجالس نسوية، وتنفيذ مشاريع لمنظمات غير حكومية، وفي منتصف العام 2018 ذهب كل ذلك أدراج الرياح.

    ’’ رنا سمير‘‘ عضو سابق في مكتب المرأة في إحدى بلدات الريف الشرقي من درعا، أوضحتْ بأنه في العام 2014 كانت المجالس المحلية في القرى بدأت تأخذ شكلاً تنظيمياً، وكان ضمن هذه المجالس عدة مكاتب من ضمنها ’’ مكتب المرأة ‘‘ بدأت النساء في العديد من البلدات بالمشاركة الفعلية في الوقوف على مشاكل بلداتهن والمساهمة في حلّها، وتنفيذ حملاتٍ وأنشطةٍ مع النساء فيها.

    تتابع؛ ونشأت نتيجة لذلك مرحلة وعي كبيرة بين النساء وأصبح صوت المرأة مسموعاً في المحافظة، وأصبحت أقل عُرضةً للاستغلال، ولكن في منتصف العام 2018 وبعد فرض النظام السوري سيطرته عبر اتفاقية تسوية ومصالحة انتهى نشاط هذه المجالس وتوقف نشاطها تماماً، وتعرّض بعض أعضائها للاعتقال، ونتيجةً طبيعية لذلك خاف الجميع رجالا ونساء من العودة لتنفيذ أي أنشطة.

    بالإضافة إلى مكاتب المرأة في المجالس المحلية فقد تم تنفيذ العديد من المشاريع الخاصّة بالنساء من قبل منظمات غير حكومية وذلك بالطبع قبل منتصف العام 2018، وبحسب خ . مقداد؛ فإنّ تلك المنظمات كانتْ تُعنى بتأهيل المرأة وتدريبها وتشجيعها للمطالبة بحقوقها، وكذلك طرح مشكلاتها ومحاولة إيجاد الحلول لها، حيث بطبيعة الحال تنتشر في عموم مناطق درعا مشكلات تتعلق بتزويج القاصرات، وكذلك قلة مشاركة المرأة في العمل خارج المنزل وإلى ما هنالك من المشاكل.

    تُضيف ’’ مقداد ‘‘ بأنّه في تموز 2018 بدأت أحداث عسكرية في المنطقة عامةً زالتْ جزئياً بتطبيق اتفاقية التسوية والمصالحة، نتيجة لذلك انسحبتْ جميع المنظمات غير الحكومية من العمل في درعا، ونشأت حالة من الخوف لدى العديد من الناشطين والناشطات وانزوى النشاط المدني بشكل شبه تام، وانزوتْ معه جميع المشاريع الخاصة بالمرأة، ولم يتبقَ أي مؤسسة أو مجموعة تهتم بالنساء، وغاب الدور التوعوي لهنَ، وغاب معه المطالبين والمطالبات بحقوق المرأة.

    يُشار إلى أنّ الكثير من النساء نتيجة سنوات الحرب العشرة السابقة أصبحتْ بأمسّ الحاجة إلى من يقف في صفّها ويتيح المساحة لتُعبر عن حقوقها، لأنّ منهن من فقدتْ زوجها وأخاها وغيرهم وأصبحت أكثر عُرضةً للاستغلال، ونتيجة طبيعيةً لهذا الحال غاب صوت المرأة بشكل تام، وأصبحتْ الحاجة ملحةً لإعادة تفعيل النشاط الخاص بالنساء الذي أصبح حاجةً ضرورية أكثر من غيره في هذا التوقيت.

  • المرأة السورية وتحديات الحرب

    عاشت المرأة في سوريا وضعًا مأساويًّا في الأعوام القليلة الماضية، كثيرٌ من الرّجال قُتِلوا أو أُصيبوا أو اختطفوا أو احتجزوا أو أُصيبوا بإعاقات … إلخ، فأصبحت المرأة المسؤولة الوحيدة عن إعالة الاسرة، بالإضافة الى دورها الذي كانت تمارسه سابقاً، فقد كانت تقوم بتربية أطفالها وتعليمهم وتقوم بالأعباء المنزلية، فضلاً عن العمل خارج المنزل، فقد كُنَّ يعملن بمهن مختلفة كالتدريس والتمريض ……، إضافة إلى أعمال الزراعة والخياطة والحياكة بهدف المساهمة في إعالة الأسرة.

    في تقرير للأمم المتحدة صدر عام 2018 وصل عدد النِّساء اللواتي فقدْن أزواجهن في سورية الى أكثر من مليون، بين قتيل ومفقود، وقد أكَّد التَّقرير أن نسبة النساء المعيلات لأسرهن تخطت 11%، حيث دخلت النساء مجالات كثيرة في سوق العمل في سوريا.

    تقول السيدة آمنة وهي موجودة الآن في احدى الدول المجاورة: قُتِل زوجي في بداية الأحداث في احدى الاحتجاجات، وبقيت وحيدة مع أطفالي الثلاثة ولا معيل لنا الا الله، ساعدني أهلي بشراء ماكينة خياطة وبدأت اعمل عليها، وعلى الرغم من الدخل القليل الا انه كان يكفيني مع بعض المساعدة من أهلي وأهل زوجي. وبقيت على هذا الحال الى أن طلبت منّي مديرة أحد مراكز تمكين المرأة تعليم النساء الخياطة، وكان ذلك بداية الطريق للحصول على دخل ثابت يكفيني مع اطفالي، وكنت سعيدة جدا لأني احسست أن لحياتي معنى وأستطيع تقديم شيء ولوكان قليلا لمساعدة غيري بتعلم مهنة تقيهن العوز.

    أما السيدة سوسن فتقول: كان زوجي في الجيش عندما بدأت الأحداث في سوريا، وكان لدينا أدهم وكنت حاملا بهبة، وشاءت الأقدار أن يُقتل زوجي رحمه الله في احدى المعارك. وقدمت لي الحكومة مبلغا من المال لكنه لم يكفينا عدة أيام، خاصة أنّى كنت قد استدنت بعض المال لإعالة أطفالي، وكان راتب زوجي يكفينا لمنتصف الشهر أو أقل، فتقدمت لوظيفة مخصصة لأسر الشهداء، قدمتها الحكومة، وتم تعييني في مديرية الخدمات بدرعا، ووضعنا الان أفضل والحمدالله.

    وأخبرتنا أم محمد والدموع تملأ عينيها عن ابنها الذي اُعتقل منذ عام 2013، ولم تسمع عنه من يومها أي خبر، وتقول أن أمنيتها الوحيدة رؤيته قبل ان تُفارق الحياة.

    ناهيك عما عانته المرأة أبّان سيطرة المجموعات الجهادية على بعض المناطق في درعا من ظلم واضطهاد باسم الدين، وكذلك معاناة أهالي قتلى الجيش، من البيروقراطية التي عانوها للحصول على حقوق أسر القتلى والمفقودين، وتحكُّم ذوي النفوذ بهم، وسرقة حقوقهم، والتي سمعنا عنها في الكثير من وسائل الاعلام.

    هذه أمثلة عما عانته المرأة في ظل الأوضاع التي عاشتها في الفترة الماضية، والتي نجحت من خلالها بحماية أطفالها من أثار الحرب وتبعاتها وتعويضهم عن الفقد والكمد الذي اصابهم.

    أما وضع المرأة الآن فقد ازداد تعقيدا في ظل غياب معظم منظمات المجتمع المدني، والاستغلال الذي تعانيه من بعض شركات القطاع الخاص والعام، ناهيك عن التسلط الذكوري على المرأة والتحكم بمصيرها في ظل غياب شبه تام للدولة ومؤسساتها لتقديم يد العون لها دون تعرضها للاستغلال.

  • اصدار بيان مشترك بين وجهاء درعا والسويداء

    بعد عقد عدّة اجتماعات وصدور عدّة بيانات من وجهاء في محافظتي درعا والسويداء، فقد صدر أخيراً بياناً مشتركاً بين المحافظتين، وحصلتْ درعا24 على نسخةٍ منه، وكان تحت عنوان ” بيان حسن الجوار بين سهل وجبل حوران “، ويعتبر هذا البيان المشترك هو الأوّل منذ سنوات طويلة، وأكّد البيان على عدّة نقاط كان أبرزها إنهاء ملف المخطوفين بالكامل، وتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة ذلك، وتشكيل لجنة أخرى تسعى لإعادة العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وإنشاء مشاريع مشتركة، ودعوة المجتمع لتحمّل مسؤولياته في قضايا حسن الجوار، وخُتم البيان بالدعاء بالرحمة لأرواح الشهداء ومن ثمّ بأسماء الموقعين عليه من درعا والسويداء.

    وفيما يلي نص البيان:

    ‎بسم الله الرحمن الرحيم
    ‎وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات 13)
    ‎لقد عاش أهلنا في سهل وجبل حوران بحسن جوار وتبادل تجاري وتزاور لعقود طويلة ولا يزالون على ذلك العهد مهما حاول أصحاب النفوس المريضة زرع الفتنة لأسباب دنيئة يترفع عنها كل عاقل في السهل والجبل لأن هذه الفتنة لا تخدم أي أحد و ستكون أثارها المظلمة على الطرفين لفترة طويلة و الرابح الوحيد والمتفرج هو أجندات خفية لا تريد الخير لأهلنا وقد فشلت كل محاولات إشعال الفتنة في السابق بين السهل والجبل وذلك بفضل وعي العقلاء من الطرفين لهذه المخططات الخبيثة وهذا من شيم أهل حوران وشيم بني معروف وبدورنا نؤكد أن من يفتعل تلك الفتن من الطرفين من قتل وخطف من أجل المال ومنافع خاصة هم عصابات مارقة لا تمثل السهل ولا الجبل وليس من أفعالهم وأخلاقهم فعل ذلك.
    ‎ونؤكد على ضرورة
    ‎ ١ . إنهاء ملف المخطوفين بالكامل، وتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة شؤون المخطوفين
    ‎٢ . البحث في تفاصيل ماحصل يوم الجمعة وتشكيل لجنة تحقيق مشتركة لتبيان الحقيقة ومحاسبة المخطئين
    ‎٣ .تشكيل لجنة دائمة، تسعى لإعادة إحياء العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، وإنشاء مشاريع مشتركة، وتدعو المجتمع لتحمل مسؤولياته في قضايا حسن الجوار
    ‎وأخيراً فإننا مؤمنون ببقاء السهل والجبل يد واحدة ضد من يزعزع تلاحمهم
    ‎الرحمة لأروح الشهداء والصبر والسلوان لذويهم
    ‎الموقعون من أبناء السهل والجبل

    المصدر درعا24

زر الذهاب إلى الأعلى