السلم الأهليالتسامح

الميثاق الإعلامي في الجنوب السوري: خطوة شجاعة نحو التهدئة والاستقرار

في حديث أدلى به لشبكة درعا 24، اعتبر الدكتور زيدون الزعبي أن “ميثاق شرف المنصات الإعلامية في الجنوب السوري”، الذي بادرت إلى إطلاقه منظمة بلدي بمشاركة عدد من المنصات الإعلامية في درعا والسويداء، يُمثل محطة فارقة في لحظة مفصلية يمرّ بها الخطاب العام في سوريا.

وقال الدكتور الزعبي إن الميثاق يأتي في وقت تشهد فيه وسائل التواصل الاجتماعي تصاعدًا غير مسبوق في الخطاب التحريضي، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الخطاب “يستهدف المجتمع والدولة معًا”، وأن “الرد على التحريض بتحريض مضاد ليس دفاعًا، بل هو تكريس للتحريض ضد الذات”. وأكد أن حماية المجتمع تبدأ من التزام أخلاقي بعدم التحريض.

وأضاف: “حين تختار المنصات الإعلامية في الجنوب السوري أن تلتزم بقواعد المهنة وأخلاقياتها، فإنها تخطو خطوة شجاعة في وجه التيار السائد الذي يدفع نحو الانقسام. وهذا فعل وطني بامتياز، في وقت قد يُتهم فيه من يرفض التحريض بأنه متخاذل، بينما في الحقيقة من يحرّض ضد مكون اجتماعي إنما يضر بنفسه ومجتمعه”.

وأثنى الدكتور الزعبي على موقف المنصات التي وقّعت على الميثاق، واعتبر أن “هذا الالتزام هو شرط أساسي لبناء دولة مستقرة ومجتمع متماسك في مرحلة انتقالية معقدة لكنها تحمل الأمل”. ووجّه تحية لكل من تبنّى هذا التوجّه، داعيًا منصات أخرى للانضمام.

كما أشار إلى أهمية ما وصفه بـ”الشجاعة في مراقبة الذات”، قائلًا: “لا أحد معصوم عن الوقوع في فخ الكراهية، سواء عن قصد أو بسبب ضغط اللحظة أو قلة الخبرة. لكن أن تضع المنصة معايير لنفسها، وتطلب من الناس محاسبتها إن أخطأت، فذلك تصرّف ناضج يعزز المهنية ويكرّس الاحترام المتبادل بين الإعلام والمجتمع”.

وختم حديثه بدعوة مفتوحة إلى مواصلة هذا النهج، معتبرًا أن “مأسسة الميثاق، وتوسيعه، وتفعيله عبر أدوات رقابية عملية، يمكن أن يحمي النسيج الاجتماعي من التآكل، وأن يساهم في تهدئة حقيقية تدعم فرص السلم الأهلي”.

لمشاهدة الشريط المصور لحديث الدكتور زيدون الزعبي تجدونه من هنا

زر الذهاب إلى الأعلى